رفعت جود سيف التدريب الثقيل، متخذةً الوضعية الأولى في التدريب؛ وضعية الاستعداد.
قال لها مادوك: في البداية عليكِ أن تعتادي الوزن، يجب أن تكوني قوية بشكل كافٍ لتسديد الضربة تلو الأخرى دون أن تشعري بأي إرهاق، فالدرس الأول يتعلق باكتسابك هذا القدر من القوة.
سيكون هذا مؤلمًا لكِ، لكن الألم سيجعلك قوية.
ثبتت قدميها في الأرض المكسوة بالعشب، بينما عبثت الرياح بشعرها أثناء انتقالها بين وضعيات التدريب؛ الوضعية الأولى: السيف أمامها، مائلًا على جانب واحد، ومانحًا جسدها الحماية. الوضعية الثانية: رفعُ المقبض عاليًا، كما لو أن نصل السيف قرن خارج من رأسها. الوضعية الثالثة: خفض السيف بمحاذاة خصرها، ثم إسقاطه أمامها بهدوء خادع. ثم الوضعية الرابعة: رفع السيف إلى الأعلى مرة ثانية، بمحاذاة كتفها. كل وضعية يمكن أن تتحوَّل بسهولة لوضع الهجوم أو الدفاع، فالقتال يشبه لعبة الشطرنج، إذ يتوقع المرء حركة الخصم. ويعترضها قبل أن يتلقى الضربة.
لكنها لعبة شطرنج تُلعب بكامل الجسد. لعبة شطرنج ملأت جسدها بالرضوض، وأصابتها بالإرهاق، وخلَّفت لديها شعورًا بالإحباط من العالم أجمع، ومن نفسها أيضًا.
أو ربما يكون الأمر أكثر شبهًا بركوب دراجة. فعندما كانت تتعلم ركوب الدراجة في العالم الحقيقي، تعثرت جود في الكثير من المرات، وامتلأت ركبتاها بالتقيحات والبثور بدرجة جعلت أمها تعتقد أنها ربما تخلِّف لديها ندوبًا لا تختفي. لكن جود خلعت عجلات التدريب بنفسها، ورفضت قيادة الدراجة بحذر على جانب الطريق، كما كانت تفعل تارين. أرادت جود قيادة الدراجة وسط الشارع بسرعة، مثل فيفي، حتى لو انغرست حبات الحصى في جلدها جراء القيام بذلك، فلم تكن تمانع في حدوث ذلك، وكانت تستسلم لأبيها وهو يخرج هذه الحصيات بالملقاط ليلًا.
مراجعات
لا توجد توصيات بعد.