إنّكم لا ترغبون البتّة في شخص أو شيء مفردٍ، وإنّما ترغبون في مجموع. كان سؤالنا المنطلق، [أنا وغوتاري] هو: ما طبيعة العلاقات الضّرورية بين العناصر لكي تقوم رغبةٌ، لكي تصبح العناصرُ موضوع رغبة؟ .. كان بروست يقول لست أرغب في هذه المرأة، وإنّما أرغب في المنظر الذي تنطوي عليه هذه المرأة .. وبالمِثل، حين تقول امرأةٌ ما إنّها ترغب في هذا الشّيء أو ذاك، فهي لا تقصد الشّيءَ مجرّداً، وإنّما داخلَ سياقٍ مَعيش .. بل حتّى إنّنا، في الواقع، لا نرغب في مجموع، وإنّما نرغب داخل مجموعٍ. بعبارة أخرى ما من رغبةٍ إلّا وتفترض وصلاً وربطاً، إنّها بناءُ مجموعٍ.
جيل دُلوز
لا تنفصل الثورة المجتمعية بأيّ حال عن ثورة الرغبة، والسؤال هو كيف نمنح هذه الثورة شروط التحقق وشروط الاستمرار؟ لن يتم ذلك إلا بمنح الرغبة شروط التحقق، ومنحها إمكان الخروج من الدوائر المغلقة التي أقحمها فيها فرويد وأتباعه، باختصار أن نمنح الناس شروطاً جديدة للتعبير عن أنفسهم، أن نمنحهم شروط الإبداع، تلك الشروط التي تسمح لهم بصنع توليفاتهم بعيداً عن كل فردانية تقتل شروط الاجتماع وشروط المجتمع ..
مراجعات
لا توجد توصيات بعد.