فقد كان غالبًا ما يتردد قاصدًا منزل أبي درهم القديم يجلس لفترات طويلة، سارحاً دون أن يعير أي اهتمام للأعداد الكبيرة من الزوار والسائحين حوله، فتأتي مجموعات وتخرج تليها مجموعات أخرى وتغادر وهو مستمر في تحديقه، فيمضي به الوقت وخلال ذلك يكون قد خرج من عالمه إلى عالم آخر، يعيش لحظات رسمهم تلك الكلمات، فيتخيلهم وكأنه بينهم، وتحديدًا داخل السرداب الكبير الذي اكتشفوه قبل عشرة أعوام، ووجدوا فيه أحد كنوز سازيران المفقود، ذلك المنزل القديم الذي كان يقع على سواحل مدينة الوكرة مباشرة، والتي أصبحت الآن وبعد التطور العمراني الكبير مكانًا أثريًا يقصده السائحون من مختلف البلدان ليشاهدوا تلك المنازل القديمة والمصنوعة من الحجارة والجص، خاصة منزل أبي درهم الذي اكتشف فيه تلك الكنوز والتماثيل الضخمة والعديد من المخطوطات التي تم الاحتفاظ بها في عدد من متاحف قطر، وكان السبب الرئيسي في توزيعها أن المتاحف لم تكن لتتسع لكل تلك الكنوز .