كانت حبيبته وملهمته و”صديقته الخالدة”. كان لها تأثير كبير على أعماله الأدبية، وقد استوحى منها معظم بطلاته. ورغم أنها رفضت الزواج منه، كان تأثيرها على حياته أكبر من تأثير زوجتيه. إنها أبوليناريا سوسلوفا، الطالبة الثائرة التي حلمت أن تصبح كاتبة. “أحَبَّها إلى الآن، أحَبَّها كثيراً، وتمنى لو أنه لم
بالرغم من فارق السن بينهما، عاشا قصة حب قوية، غامضة ومضطربة، حيّرت الدارسين بأسرارها، قصة تكشف لنا هذه اليوميّات شذرات منها، وتقدِّم لنا شهادة عن حياة المثقفين الروس في المهجر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ولعل أمتع ما في هذه اليوميّات أنها تجعل من دوستويفسكي نفسه شخصية دوستويفسكية، يقف أمامنا بكل ازدواجيته وتناقضاته: بنبله ووضاعته، بعبقريته وعيوبه، بغنى أدبه وافتقاره إلى المال إلى درجة “يستحيل أن تنزل به إلى حضيض أسوأ من هذا الحضيض”، فهو عاش حياة زاخرة، عملاً بالنصيحة التي قدّمها لصديقته في آخر هذا الكتاب:
“لا تعتزلي الناس، وانفتحي على الطبيعة، انفتحي ولو قليلاً على العالم الخارجي وعلى كل الأشياء. إن الحياة الخارجية، الحياة الحقيقية، تطوِّر طبعنا الإنساني كثيراً، وتمدّنا بالأدوات التي تساعدنا في الحياة”.
مراجعات
لا توجد توصيات بعد.