“هي” لا تستقيم نفسها حين يبتعد، “هو” لا يسكن إلا إليها، وبين السكن والاستقامة يصلح المجتمع. لست أجمع كل الرجال في كفة، ولست أتحدث عن كل حواء، لكني أتحدث عن تلك التي اختنق صوتها ولم يصل، وله هو الذي أصم أذنه الصوت ولم ينصت. ولكل من يريد أن يجنب نفسه تعلم الدروس بالطريقة القاسية. عاطفتها جارفة وحبها راقٍ متدفق وأمومتها رحمة في الأرض وحزنها صحوةٌ وتمرد. أنثر حواء متألمة في زاوية ومتحديه ثائرة في أخرى. ألونها بمساحيق العشق تارة وألبسها الحداد تارة أخرى. هي رحلة مع آدم في أغوار روحها الساكنة إلى لب عقلها العظيم. متمنية أن أستطيع أن أوصل لو القليل من الألم الذي سقاها إياه وأنبهها على أحقيتها للسعادة والحب والاختلاف دون التعدي على قوامته أو انتقاص ذاته. بعض القطرات من البحر الذي علمتني إياه الحياة أحيي به سمكات العقول المتعطشة للحرف.